هناك مفهوم خاطئ عن هذا المرض والتباس كبير بماهيته. خلافاً للمعتقدات الشائعة، انّ مرض الفُصام لا يعني أبداً “إنقسام في الشخصية” او “إضطراب الشخصيات المتعددة”.
ما هو الفُصام او انفصام الشخصية (Schizophrenia) وما هي عوارضه؟
انفصام الشخصية او الفصام هو اضطراب الدماغ المزمن، يؤثر على اقلّ من واحد من كل مئة شخص في العالم، وهو يصيب الرجال والنساء بشكل متساوٍ، وانّ هذه العوارض لا تظهر قبل سنّ المراهقة، لذلك لا يمكن التنبؤ بهذا المرض مسبقاً. ويؤثر على المصابين به بطرق مختلفة. قد يسمع البعض أصواتاً او يظنّ بوجود من يتآمر ضدّه، والبعض الآخر يمضون ساعات دون حراك او كلام.
الفُصام، هو اضطراب دماغي خطير، يُحرّف الطريقة التي يُفكّر فيها الانسان، وطريقة تصرفه والتعبير عن مشاعره، او كيف يدرك ويرى الواقع، او كيف يتواصل مع الآخرين. الأشخاص المصابين بالفُصام، غالباً ما يكون عندهم مشاكل إداء سواء كان في المجتمع، في مركز العمل، في المدرسة، او في علاقة. ان هذا المرض يُرعب المصابين به ويدفعهم الى الانزواء. انه مرض مزمن لا يمكن علاجه إنما يمكن السيطرة عليه بالعلاج المناسب.
في نفس التصنيف: الحبَل والإجهاض بعد سِن 35: فرص، خصوبة، وتوقعات
إنّ التغيير المفاجئ في شخصية وسلوك المُصاب بانفصام الشخصية، عندما يفقد اتصاله مع الواقع، يُسمّى “نوبة الذهان”. لذلك، عندما يكون الفصام نشِطاً، قد تشمل العوارض حالات توهّم وهذيان، وصعوبة في التفكير والتركيز، وانعدام عنصر التحفيز، ممّا يُصعّب على المريض تمييز التجارب الواقعية من الخيالية. كأي مرض آخر، فأنّ حدّة العوارض او النوبات الذهانية، ومدتها، ومعدّل تكرارها قد تختلف من شخص الى آخر. إنّ عدم تناول العلاج، وشرب الكحول، وتعاطي المخدرات، والتعرّض لظروف ضاغطة تساهم في زيادة حدّة العوارض.
ماذا يُسبّب انفصام الشخصية؟
حاليّاً، انّ الأسباب الدقيقة لإنفصام الشخصية لا تزال مجهولة، ولكن من المعروف انّ الفُصام هو مرضٌ حقيقي ذو أسسٍ بيولوجية كأي مرضٍ آخر – مثلاً السُكّري والسرطان – وتفيد الدراسات انّ هناك مزيج من العوامل الجسدية، والجينيّة، والبيئية تساعد على تطوير هذه الحالة عند الانسان. فإنّ ضغوطات الحياة المرهقة أو أحداث الحياة العاطفية قد تُحرّك نوبات ذهانية عند بعض الأشخاص وتُعرّضَهم لمرض الفُصام.
هل يعيش حياةً طبيعية؟
المُصاب بمرض الفُصام، إذا كان يداوم على العلاج الذي أوصى به طبيبه بشكل منتظم، قد يعيش حياة طبيعية ومسؤولة، أكان في بيته مع عائلته، في المجتمع او في مركز عمله وقد يكون من الصعب جداً على الآخرين التعرّف على حالته المرضية. فمعظم الأشخاص المُصابين بانفصام الشخصية ليسو خطيرين او عنيفين. عادةً ما يفضّلون الانسحاب والانعزال، وأن يُتركو لوحدهم.
بالرغم من عدم وجود علاج نهائي، انّ معظم عوارض انفصام الشخصية تتحسن بشكل ملحوظ عند اتّباع العلاج المناسب. كذلك، هناك دراسات وأبحاث جديدة حول علاجات أكثر سلامة.