2024/03/19 8:23

لتسليع المرأة منهجية … كيف التخلص منها؟

روزي زغيب –  تؤدّي المرأة دورًا مميّزًا، وأساسيًّا، ومكانة سامية، وحاسمة في تطوّر المجتمعاتِ الإنسانيّةِ. فالتّطورات الاقتصاديّة والاجتماعيّة ساعدت في ازدهار المستوى الفكريّ. وقد أدّت وسائلُ الإعلام المختلفة دورًا مُهمًّا في هذا المجال. ولكنّ الموضوعاتِ النّسائيّةَ في عصرنا تحوّلتِ من موضوعاتٍ مُعمّقةٍ إلى كتاباتٍ نتصوّرُها، دعاية، وأسلوبًا تجاريًّا يهتّم بالفنّ المبتذل والمساحيق التّجميليّة. وجاءت رغبتي في معالجةِ هذا الموضوع، كوني فتاةً عربيّةً تسعى إلى تناول موضوعاتٍ نسائيّة راقيةٍ.

 

ويمكننا إيجاز الموضوعات المعاصرة وفق أربعة مستويات تتجلّى وفق الشّكل الآتي:

  1. 1. المستوى الأدبيّ والثّقافي: معظم الموضوعات النّسائيّة المطروحة في الدّوريّات لا تُبرزُ مشاكل المرأة الشّرقيّة بشكل مفصّل، ولا تقدّمُ لها معرفة ثقافيّة وأدّبيّة واسعة.
  2. المستوى الفنّي: تُركّز أكثريّة الدّوريّات النّسائيّة على عرض أخبار المطربات الصّاعدات، باعتبارهنَّ مثالاً أعلى للمرأة العصريّة.
  3. المستوى الجماليّ: تُسوِقُ هذه الموضوعات لبعض السّلع، والمساحيق التّجميليّة، والملابس، والمجوهرات.
  4. المستوى الاجتماعيّ: معالجة قضايا إنسانيّة متعلّقة بالشّؤون العاطفيّة، واهمالُ المسائل الاجتماعيّة المتنوّعة والمختلفة كالمشاكل الأسريّة، والنّفسيّة، والدّينيّة، والجنسيّة…من أجل تطوير الموضوعات النّسائيّة، وتحسين صورةِ المرأة لا بدَّ من الاستفادةِ من الوعي الحضاريّ العالميّ لتجاوز المعارف التّقليدية المُكرِّسة لدونيّة المرأة، والمُبادرة إلى تفعيل ثقافتها، وحثّها على المشاركة الفاعلة في المجتمع، وذلِك من خلال تحقيق ما يأتي:

 

من أجل تطوير الموضوعات النّسائيّة، وتحسين صورةِ المرأة لا بدَّ من الاستفادةِ من الوعي الحضاريّ العالميّ لتجاوز المعارف التّقليدية المُكرِّسة لدونيّة المرأة، والمُبادرة إلى تفعيل ثقافتها، وحثّها على المشاركة الفاعلة في المجتمع، وذلِك من خلال تحقيق ما يأتي:

  1. تكثيف الأبحاث العلميّة الهادفة إلى تحسين المستوى العلميّ لدى النّساء، والاستفادة من الوسائل التّكنولوجيّة لتطوير العلوم.
  2. حثُّ النّقابات المهنيّة على تغيير صورة المرأة العربيّة، وجعلِها متوازنة، ومواكبة لتحوّلات واقع المرأة العالميّ.
  3. تكثيفُ اللّقاءات، والنّدوات، والمؤتمرات التي تهتمُّ بالتّوعية الاجتماعيّة، وتفعيل دور الخبراء في علم الاجتماع، والنّفس، والكشف عن المشاكل الاجتماعيّة التي تعانيها النّساء.
  4. إقامة مقابلات مع أهمِّ الأدباء والمثقّفين للاستفادة من خبراتهم.
  5. على وسائل الإعلام تفعيلُ توعيةٍ فنيّة، وذلِكَ من خلالِ إقامةِ برامجَ فنّيّة تعلمُ المرأة أصول الفنّ الرّاقي، وعرض مقابلات مع فنّانات ساهمنَ في تطوير المستوى الفنّي.
  6. تفعيل إعلام تربويّ يُسهـِمُ في تربية المرأة، وتنشأتِها فكريًّا، وعلميًّا، ونفسيًّا.
  7. ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺘﺩﺭﻴﺒﻴّﺔ، ﻟﺘﻁـﻭﻴﺭ ﻗـﺩﺭﺍﺕ ﺍﻹﻋﻼﻤﻴﻴﻥ ﻓـﻲ ﺍﻹﻋـﻼﻡ ﺍﻟﺼﺤﻲّ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼّﺹ.
  8. تفعيلُ إعلام بيئيّ يُؤديّ إلى نشر توعية بيئيّة.
  9. ﺍﻻﺴﺘﻔﺎﺩﺓ ﻤﻥ ﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻏﻴـﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲّ ﺒﺸﺄﻥ ﺍﻟﺘـّﻭﻋﻴﺔ ﺒﻘﻀﺎﻴﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ.
  10. إعداد مواد إعلامية بوساطة “الفيديو”، كوسيلة إعلاميّة تـُرسَلُ إلى المناطق الرّيفيّة.
  11. إبراز صورة المرأة، ودورها الأساسيّ فى عمليّة التـّنمية الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والسّياسيّة.
  12. تعزيز دور النساء العاملات في وسائل الإعلام، وإشراكهنَّ في تخطيطِ، وبرمجة المناهج الإعلاميّة المختلفة، وتدريبهنَّ على الإنتاج، والإخراج، والكتابة، وتنفيذ البرامج الإعلاميّة الخاصة بشؤون المرأة.
  13. نشرُ معرفةٍ علميّة، لمعالجةِ الجهل القائم في المجتمع العربيّ.
  14. خلقُ مجتمعٍ خالٍ من التّعصب الجنسيّ، والعرقيّ، والطائفيّ.
  15. إبراز دور المرأة الحقيقيّ، وحثّها على المساهمة في تنمية مجتمعها.
  16. إنشاء جمعيّات تحارب الإعلانات الّتي تشّوه صورة المرأة، وتجعلها مجرّدَ وسيلةٍ أو سلعةٍ تجاريّة.
  17. زيادة نسبة تمثيل المرأة العربيّة في المؤسّسات العربيّة، والإقليميّة، والدوليّة.
  18. القضاءُ على الفقر والعمل على تخفيفه.
  19. توثيقُ مساهمة المرأة في مجال الزّراعة، والعمل غير الرّسمي، والعمل العائليّ في حسابات النّاتج القوميّ، لإبراز القيمة الاقتصاديّة الحقيقيّة لمساهمتها.
  20. الاهتمام إعلاميًّا بتحقيق التّواصل الفعّال بين النّساء العربيّات في بلاد المهجر وأوطانهنَّ.
  21. تعزيزُ دور الإعلام التّربوي، واعتباره عنصرًا مهمًّا في مسيرة النّهوض التّربويّ لترسيخ وحدة الوطن وانصهار أبنائه.

 

خاتمة لا نستطيع القول سوى أنَّ تطور الموضوعات النّسائيّة لا يتحقُّق إلا من خلال توعية شاملةٍ ومتوازنة على المستوى الأدبيّ والثّقافي، بغية تثقيف المرأة علميًّا، وأدبيًّا، وصحيًّا، وتكنولوجيًّا، وإبعادها عن اليأس، وحثها على المحافظة على رقيّ اللّغة العربيّة.

بالإضافة إلى توعيتها على المستوى الصّحي من أجل تكوينِ معرفةٍ صحيّة شاملةٍ، من خلال نشر مقالات، وإقامة ﻤﺤﺎﻀﺭﺍﺕ، ﻭﻨﺩﻭﺍﺕ.

ولا ننسى أيضًا  التّوعية على المستوى الاجتماعيّ والبيئي بهدف  تعزيز وضع المرأة، ورفع مستواها ومساواتِها بالرّجل، وإبرازِ الانتهاكات الصّادرة في حقّها، ومعالجتهـِا بشكلٍ دقيقٍ وواعٍ، بالإضافة إلى خلق مجتمعٍ خالٍ من الأمراض والتّلوث.

وهذه التّوعية لا تتحقّقُ، إلاّ من خلالِ تفعيل دور المرأة في الميادين كلّها لخلق مجتمعٍ راقٍ خالٍ من التّخلف، والانحلال الثّقافي، والتّربوي، والاجتماعيّ.

ولكنّ السّؤال الّذي يُطرح في هذا المجال أتعيدُ وسائل الإعلام عهد الأصالة والرقيّ إلى العالم العربي الرّازح تحتَ وطأة الجهل والتّعصّبِ الطائفيّ؟

كاتب هذا المقال

روزي زغيب: معلمة لغة عربية حائزة على إجازة ماستر في اللغة العربية وآدابها، طالبة سنة رابعة دكتوراه في اللغة العربية وآدابها، تكتب العديد من الخواطر الإنسانية عبر صفحتها الخاصة (خواطر وردية)على الفايس بوك

 

 

عن كاتب ضيف

4 تعليقات

  1. مقال بعين العاصفة تكشفت النظرة الحقيقة للمرأة اليوم من نظرة مختلفة غير تقليدية.
    أنا أنظر للمرأة على أنها رمز من جماليات الوجود وسر جمال هذا الكون فلابد كي يبقى هذا الجمال بحلته البهية من المزيد من الاهتمام والرعاية

  2. مقال مفيد

  3. رائع

  4. Well said Rosy👍👍

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider