2024/03/19 7:53

لا معيار موحد للرغبة الجنسية لدى المراة… ويمكن ارضاء غرور الرجل

النجاح في الحياة الزوجية بالتوازي مع العملية ليس بالأمر السهل، لم؟ “لان الرجل أصبح في بحث مستمر، لأول مرة في تاريخ البشرية،  عن “مركزه” في المعادلة الجديدة التي توازن بين الرجل والمرأة” على حد تعبير الطبيب النفسي والجنسي نادر علامي. إذ في المراحل الغابرة كان هناك تقاسم للمهام، بين الرجل العامل والمرأة التي تهتم بأمور المنزل (خصوصًا في العالم العربي)، حتى لو لم تتطابق هذه المسألة مع الواقع، ففي المناطق الريفية المرأة ناشطة خارج المنزل ومع الماشية تمامًا كالرجل.

 

التطور في الإقتصاد في التسعينات مكّن نساء المدينة من الإنخراط في سوق العمل، غير أن ذلك لم يحصل دون مشكلات، لعدم التخلي عن حمل العمل المنزلي وعدم تثقيف المجتمع الرجل للمشاركة في رفع أثقال هذه المهام المنزلية، مما يدخلها في حلقة الإرهاق الجسدي والنفسي بشكل يومي. هكذا إذًا هناك إشكاليات متعددة تخوضها المرأة اليوم على حد قول علامي منها: ما هي أولوياتي؟ لهذا السبب تزور نساء مكتب الطبيب النفسي والجنسي علامي وهنّ مرهقات من ضغوط الحياة المنزلية والعملية، لتلك العاملة، فـ”نعمل على إيجاد مصادر الطاقة في ذواتهم إضافةً إلى وزنة الأطفال التي يمكن حلها بحثهم على الإستقلالية والإعتماد على النفس فيتحولوا دعمًا للأهل، لا مجرد مستفيدين، فتتحمل الأم ثقلاً آخر. أما المرأة غير العاملة تتعقد حياتها أكثر في حال الإنفصال عن زوجها لعدم قدرتها على إعالة نفسها”.

ينجح الرجل في حياته الزوجية كثنائي مع إمراة عاملة عندما يرتبط بإمراة يتمناها أولاً كزوجة كما فرد في صدد تحقيق نفسه خارج ذاته. ولهذا السبب بالتحديد يحبها نقلًا عن علامي. فهي ليست امتدادًا له فلا يمكنه “امتلاكها” لا بل على العكس يريدها رفيقة، إضافة إلى كونها زوجته فيستمتع برفقتها كما لكل منهما حياته العملية.  للأسف، قلة من الرجال جاهزون لتلقي “الأنوثة” كما قلة من النساء يعرفن ماهية “الرجولة” وهذه الظاهرة تؤدي إلى أزمة تواصل وتدريجيًا إلى إنفصال. رغبة التملّك  هذه وأزمة التواصل تؤدي إلى نقص في الثقة بالنفس وحذر بين الطرفين. الرجل الواثق بنفسه ويدرك معنى ويحترم الأنوثة سيعرف كيف يتعايش مع إمرأة عاملة وسيتحول إلى داعم بامتياز لها.

 

تُسعد المراة العاملة عندما يظهر الرجل تفهمًا لها ويشاركها مهامًا، يقول نادر علامي، ” فقد تتعب زوجته فيريحها ويزيل عنها أعباءًا قد تضفي جوًا عصبياً وتسمّم علاقتهم، فيمكن بمد يد المساعدة  أن تتمتع بكامل قواها وأناقتها وحاضرة له. إضافة لكل هذا يجب ان يكون الرجل مستمعًا لزوجته ليس بالضرورة لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجه المرأة باعتبارها قادرة على ذلك لكن بمجرد أن يظهر صبره الجميل عند إتقانه دور المستمع فهو يسعدها والرجل الذكي يعلم أن المرأة السعيدة ستبادله بالمثل.

إظهار المرأة حاجتها للرجل تغذي غروره، حتى لو كانت تعمل وقادرة على تأمين حاجات عائلتها يجب أن تظهر إعتمادها على زوجها فهذا يحفزغريزة الحماية لدى الرجل. الرجل الذي يشعر بأنه غير قادر على تأمين الأمان يتحجّم. لقد درّب نادر علامي “نساء مقتدرات مكتفيات على إظهار ضعفها للرجل بطريقة تجعله يخفف عنها ويحميها دون هذه المنظومة الرجل يشعر بأنه مجروح ولا ضرورة لوجوده”.

 

أما عن الرغبة الجنسية فهي غير موحّدة لدى جميع النساء على حد تعبيره فلا يوجد معيار واحد “يمكن مصادفة إمرأة عاملة وتمتلك رغبة جنسية عارمة وأخرى دون رغبة. كما يمكن مصادفة حالات أخرى تكون فيها المرأة غير عاملة ولديها رغبة جنسية وأخرى دونها. لكن المؤكد أنه عندما تكون الرغبة الجنسية مشتعلة لدى المراة العاملة يجب على زوجها التعامل معها وإلا ستكون هذه الرغبة سببًا للتوتر مع كل مصاعب العمل فعدد كبير من النساء العاملات مع رغبة غير متحققة تعوض عن هذا الأمر باستهلاك مواد غذائية للتهدئة من روعها” فهكذا تستفيد الماركات العالمية من التوتر.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider