2024/03/19 6:26

أقبح الفساد! بقلم ليال نعمة مطر

تضيق فيّ الدنيا وتصغر عندما أكتشف كم فيها اناس فارغون، حاقدون وفاسدون…

الفساد المتعارف عليه هو الإختلاس أو الإرتزاق من الحرام، لكنه لا يصل أبدًا للمقارنة بفسادهم القبيح…
صِغَرُهم لا يشمل كبارهم…

امثالهم لا يمثلون الا ذواتهم المنهزمة بغضًا…
لا يمثلون أوطانهم ولا مؤسساتهم ولا حتى أهلهم والأقارب…

شياطينهم لا تجرؤ على النظر ولا تطال قديسيهم…

إيمانهم الممتلئ تكبرًا وتشاؤمًا ومظاهرَ لا يخدش براءة أو تواضع من منهم متعالون عن كل الأرضيات والمناصب…

قباحتهم تمثلهم همّ…
هم كمثل لا احد، واشبه بالعدم لأنهم اموات متحركون وزائلون وقد يرذلهم حتى الأموات…

هم هؤلاء الفاسدون الذين يريدون تحطيم الأشخاص للسيطرة عليهم ولإطاعتهم عميًا وبلا حتى أنين…

هم هؤلاء الفاسدون الذين يريدون الآخرين من لون الطاعة لشرورهم والتخلص من كل آخر…

تصغر أهمية الفساد المتعارف عليه أمام فساد نفوسهم…

يضمحل فساد إختلاس الأموال والممتلكات امام حجبهم استحقاقات الذين لا يقبلون بهم، واختلاس حقوقهم، ومصادرة اتعابهم ونجاحاتهم.

الفاسد هو الذي يكحّل كلماته المستعارة التي لا يعيشها بل يطلبها من الآخرين ويسترسل كالسكران في حقيقة وهو سيّد النكران…

لا تغفلوا بعد الآن عن هذا النوع من الفساد، وحاسبوا من يمثل هذا الفساد الخطير المتفوق على كل الأنواع…
فالفساد المتعارف عليه قد يغفر، اما هذا النوع من الفساد فلا سبيل إلى غفرانه.

كاتب هذا المقال

ليال نعمة مطر، عالمة اجتماع، مقدمة برامج تلفزيونية، كاتبة سيناريوهات ، وموسيقية. أنها أعدت وقدمت العديد من البرامج الوثائقية والحية بالإضافة إلى دورها كمضيف ومعلق للعديد من الأحداث. تحصِّل حاليا درجة دكتوراه في “علم الاجتماع السياسي”.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider