2024/04/24 6:07

زوِّروا يا رجال الفساد! فالحرية ليست حبراً على ورق

كان الامل فيك كبير يا بلدي. حاولنا و حاورنا وحاربنا من اجل الحفاظ على وجودنا والدفاع عن هويتنا. نزف شهداءنا الدماء ونزف لبنان شهدائه حتى اصبح رهينة للتدخلات الخارجية.

كان الوعد جميل. بنينا طموحات واحلام، راهنّا على تغيير جزري ينعش هذا البلد المحتضر. لعبنا لعبتكم الملغومة لعل لكل نفق مظلم، مخرج منير.

كان الحلم اشبه بالحقيقة. ناضلنا سنوات عديدة لتحقيق الحرية والكرامة والسيادة. ظننا ان السادس من ايار سينقلنا من عهد اشنع من عهد الوصاية الى عهد يحترم الانسان و يقدس الديموقراطية.

اتى السادس من ايار، ولّى السادس من ايار، لم تأتِ الحرية، ولّى الحلم، ضاعت اصواتنا، زُورَت رغباتنا ومات حقنا في التعبير والتغيير.

في السادس من ايار، ارتدى التمديد حلّة الانتخابات النزيهة. ولكن حتى هذه الحلّة كانت ملطّخة بالفساد والغش.

اسقَطوا امرأة سلاحها قلمها والحرية رسالتها. يا لكم من جبناء! الحرية تخيفكم؟ بالطبع انها تخيفكم! فالحرية لا تليق الّا بالشرفاء والمثقفين، لا بمجرمي الحرب ولا بلاجئي دول الاغتراب.

زوِّروا يا رجال الفساد! فالحرية ليست حبراً على ورق، ولا مغلفات مرمية في صناديق اقتراع زائفة مثل وعودكم ومشاريعكم.

نحن لسنا بحاجة الى منبر البرلمان ليصل صوتنا. فالشارع اللبناني سيحقق الانجازات. هذا البرلمان لا يمثلني ولا يتلاءم مع مبادئي واخلاقي. تثقفوا! تذكروا كيف الشارع الفرنسي قلب المعادلات سنة 1789.

معركتنا لم تنتهِ بعد. قلمنا هو سلاحنا والحرية هي هاجسنا ودافعنا. لم يمت لبنان. نحن امله الاخير لن نستسلم الان.

كاتب هذا المقال

إيلي مطر: يدرس حاليا الطب في جامعة الروح القدس الكسليك، السنة الثالثة. حصل علومه الثانوية في مدرسة القلب الأقدس سيوفي عام 2015. تعهد بمساعدة المهمشين من المجتمع!

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider