2024/03/19 9:15

بين العبارة الادبية والإشارة الفلسفية ماذا تختار؟ – بقلم روزي زغيب

االفلسفة أم الأدب ؟ سؤالٌ لم أُفلحْ في الإجابة عليه، وأنا واقفةٌ أمامَ باب الجامعةِ أنتظرُ دوريَ لأستجلَّ.

سؤالٌ تَمَلّكَ كياني وعقلي، ولم أستطعِ الاجابة،وذلك لأنّني أحببْتُ الفلسفةَ بل عشقتُها حتى النّشوة والنّيرفانا…

وتركتُ الدنيا ودخلتُ عالمَ الفلاسفة، فاتّبعتُ مَنطقَ سقراط، وألمَمتُ بأفكار أرسطو، وحَلِمْتُ ببناءٍ مدينةٍ فاضلة على غرار مدينة الفارابي. لكنَّ كلام النّاس كان يُعيدني إلى الواقع المُرّ “الفلسفة ما بطعمي خبز…” فأُجبرْتُ حينها أن أتخلى عن معشوقي وأدخل ميدان الأدب، وبعد مُدّة أدركتُ مدى جمال اللّغة العربية ، فأحببتُها وظننتُ أنّني نسيت حبيبي الأول.

ولكنّ أشعارَ المعري أثارت ولهي وحبّي تجاه حبيبي، فالحبُّ الأولّ لا يُنسى لكنّه ينامُ في عالم الذّكرياتِ منتظرًا جهازَ الانذارِ ليُقرعَ ويعود إلى الوعي. وعند ذاك تذكّرتُ جمهوريّة أفلاطون وروحانّية الغزالي ووجودّية سارتر وأخلاقية الماوردي…

فسألت نفسي لماذا اخترتُ الأدبَ وتركتُ الفلسفة؟ لماذا سمعتُ صوتَ الأنا العليا ولم أُلبِّ نداء رغباتي؟ لماذا؟ لماذا؟

ولكنّني أدركت الآن  بأنّ الفلسفةَ والأدب كما الحكمة والشّريعة توأمان يرضعان من نبعٍ واحد ألا وهو الإبداع الذي يبعثُ الإنسانَ من العالم الأرضي نحو العالم الروحاني …

فالفلسفةُ من دون الأدبِ أفكارٌ ومعتقدات فارغة. والأدبُ من دونِ الفلسفةِ موهبةٌ تحتاجُ الى شرارة الجوهر النورانيّ لكي تُبدِعَ وترتقي نحو السّمو والكمال.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider