2024/04/24 16:55

الخيال والواقع – بقلم ايلي مطر

غفى النهار بأحضان الأفق وانا اتأمل هذه اللوحة الحزينة، عندما تغيب الشمس ويشمت بها القمر. كم هو محزن ان ترى نور الحياة ينحدر، ليحل مكانه ظلمة المجهول، فاروح ابحث عن بصيص املٍ بين تلك النجوم. ربّما انني ابني طموحاتي على انوارٍ قد ماتت منذ زمنٍ ولكن من قال ان الموت هو النهاية؟ ماذا لو كانت الحياة وهم تبدأ بولادةٍ كاذبة وتتطور في دوامات من الاوهام لتصل الى النهاية التي هي الحقيقة الوحيدة في هذا العالم. ولكن، هل هذا العالم حقيقي؟

وهكذا كل ليلة اتوه بين الخيال والواقع و تتأرجح افكاري بين التمسك بالحياة و الاستسلام التام، فأجد نفسي امام ورقتي الفارغة وقلمي الذي يفيض بالمشاعر، ولو كان لقلمي قلب لراح ينبض بالحياة، ولو كان له عينين لطبع الورقة بشلالات من الدموع. فانصرف الى الكتابة لعل نزيف الحبر على الورقة يعزي النزيف القائم في داخلي و يخفف عنه.

اكتب عن اشخاص كانوا الاساس في حياتي وخطفهم الموت مني بلمحة بصر، ولو كنت اعرف ان الموت يائتِ بهذه السرعة لكنت دفعت كل لمحة من بصري لاحتضنها مرة اخيرة. يا لك من غدار.

ثم انظر حوالي، حيث يسود الصمت، وكم تمنيت لو يأت من يكسر حدّته. وكم حلمت بلمسة حنان على كتفي لترمم الدمار الشامل في داخلي. كم اكرهك يا ليل و كم احبك، لان في نهاية النهار، عندما يتخلى عني الجميع، اراك حولي و في داخلي كروحٍ تسكنني.

كاتب هذا المقال

إيلي مطر: يدرس حاليا الطب في جامعة الروح القدس الكسليك، السنة الخامسة. حصل علومه الثانوية في مدرسة القلب الأقدسين سيوفي عام 2015. تعهد بمساعدة المهمشين من المجتمع!

عن كاتب ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider