2024/03/19 9:35

حياتي مرآة المشاهير ام وفاء للذات؟ بقلم د. لورانس عجاقة

بينما كنت أتجوّل في الحياة، وهي ليست حياتي الخاصّة، تأمّلت معنى وجودي. أدهشتني التفاصيل المبرعمة في وجداني، ولم تنفتح افقها بعد. أنا انعكاس أفعال والديّ وأقوالهما. انا صدى الحركات في أثناء تعاملي مع الآخرين مع كل ما يفرزه عقلي من صور مستنسخة الواقعَ حتى اتذكر أنني كنت أتزيّن وأتبرّج شكلًا وصورة لتتطابق مع المشاهير جميعهم. من أين ابدأ، ومن أين تبدأ لحظة القطع المجتزأة؟ هل ممكن ان اهدر كوني الحقيقي عن طريق قص الخيوط الصغيرة مع كل شخص لكي ألامس خيالي مازجة إيّاه بنسيج من الخداع؟

همت بين اقلامي، وكتبي انزلقت خلف صوري القديمة وذكرياتي. سعيت إلى الوصول لحل وسط بين أخلاقياتي التي تم تاسيسها بحزم من الاخرين وترسّخت جذورها في قناعة مطلقة. احاول ان ابحث بجدية عن الأشباح التي استعملتها حتّى عندنا لملمت عالم هويتي. اكتشفت دمجا لكل تجربة صادفتها على الإطلاق. اكتشفت ما هي الطريقة التي بدا لي بعضها عابر والآخر حفر نفسه في طبقة كوني. انا حفنة صغيرة حلت مكان درة من درر نفسي. انا مجموعة سمات بديعة اتوق إليها في الآخرين. انا مرآة العالم الذي أودّ العيش فيه بيد أنني أتطور في بعض الأحيان الى نقطة أشعر بها مع نفسي بالغربة. عندما اصل لنقطة أتآلف مع نفسي اكون كالضباب البعيد المنال زاحفا في الظلام.

 

لا يمكننا أن نكون سعداء بالاقتراض من الآخرين. لدينا كنز خفي بالفردية والابداع، حريصين على أن ينفجر من أعماق العطلة التي اخذناها من قلوبنا. لماذا نتجاهل أعماق البراعة وطبقاتها من أجل تقليد الآخرين؟ التقليد العشوائي يضمن بقاء ما تولّد في أثناء طفولتنا لانه يعلمنا المهارات الأساسية للتنقل في عالم غريب وهو لا يكون الطريق لاكتشاف الذات. حيث نتعلم طريقة تكييف وجودنا من خلال التجربة والخطأ. لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا البقاء ضمن حال ركود في المرحلة الأولى من حياتنا. فشلنا في هذه الخطوة الحاسمة يدفعنا كي لا نعيش لأنفسنا. اذا كنت لا تزال تتعثر في مواقع تحصيل الذات فلا تحبط نفسك. حتى الخطوات الخطأ ستوجهك إلى جانب غير معروف من نفسك. كن منفتحا لمعرفة كل من تقابلهم. ابحث عن الحكمة في السعادة واليأس، عندئذ ستكون جزءًا من الحقيقة للاخرين.

 

عن كاتب ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider