2024/04/26 3:54

عيد البربارة، إحتفالات، تقاليد لبنانية وفرح


تختلط في عيد البربارة الطقوس الدينية بالتقاليد الشعبية المحلية. يحي لبنان ذكرى القديسة في الرابع من كانون اللاول من كل عام، إلا أن النشاطات الأساسية تتم في ليلة العيد.

العيد في لبنان والمنطقة مميز لأن الإعتقاد أن القديسة بربارة ولدت في بعلبك، ورغم أن البعض يقول أنها ولدت في تركيا، إلا أن ذكراها بقيت مستمرة في بلادنا.

قصة القديسة بنت العز التي فضلَّت إيمانها المسيحي على العيش في قصر والدها الذي أمر بقتلها فتنكرت وهربت، يحيها الأولاد عبر التنكر بأزياء غريبة والتطواف بين المنازل. هم يقومون بالرقص والغناء أمام البيوت وشحادة الأموال “أو المونة” إحياءً لذكرى محسنة كانت تقوم بجمع الأموال من العائلات الميسورة بهدف توزيعها على الفقراء.
تترافق إحتفالات البربارة في بعض المناطق بقلي العويمات “الفويشات” التي تطفو على سطح المقلى جراء تشربها بالزيت، ثم تغطس بالقطر وهي ساخنة كي تمتص أكبر نسبة من السكَّر. كما يقومون بتحضير القطايف بقشطة أو بجوز “نيئة ومقلية”

 

 

إشتهرت عدة أغاني خاصة لهذا الموسم منها التي غنتها صباح:

“هاشلة بربارة مع بنات الحارة”
وأخرى يقول مطلعها:
قديسة بربارة عند ربك مختارة
ابوكي هالكافر عباد الحجارة
جاب السيف ليدبحك صار السيف سنارة
جاب الحبلي ليشنقك صارت الحبلي حرام

وأشتهرت أيضاً أمثال خاصة عن العيد والموسم:
بعيد البربارة بتطلع المي من قدوح الفارة (إشارة إلى غزارة المطر)
وإن لم ترو الأرض في عيد البربارة، فرد قمحك إلى الكوارة (حافظة القمح)

و”بعد عيد البربارة، بيزيد النهار نطة فارة” (المعروف أن أقصر نهارات العام هي في النصف الأول من كانون الأول الذي يقع عيد البربارة فيه) ويعتقد الناس بالملاحظة أن النهار يزيد قليلا ابتداء من تاريخ العيد.

أما الدارج في #رميش ومناطق أخرى فهو سلق القمح وتوزيعه ويعتبر مزج للطقوس الدينية وقصة المحسنة بربارة وعادات أهلنا وأجدادنا، وهاك الشرح:

– إن سلق القمح تحديداً في عيد القديسة بربارة يرمز إلى إختباءها في حقول القمح أثناء هربها من عسكر والدها.
– كان أهلنا وأجدادنا عندما يحصدون غلالهم من القمح يقومون بسلقها في خلاقين كبيرة “جمع خلقينة” بهدف تحضير مونتهم. أكثر السلق كان يتم على داير البِرَك حيث كان الأولاد يأتون وفي يد كل واحد منهم كاسة أو كوب أو صحن يملأه من القمح المسلوق ويضيفون عليه السكر.
– توزيع القمح المسلوق على الناس هو إحياء لذكرى السيدة المحسنة التي كانت تجمع الغلال من الميسورين لتوزعها على الفقراء.

إقرأ أيضاً: رميش التاريخ والجغرافيا والحياة…

*سلق القمح وتوزيعه في عيد البربارة عادة رميشية حميدة كادت تضيع نتيجة التطور وكثرة عناصر الترفيه والتسلية، فهل يعود وهجها؟

كاتب هذا التقرير

فيليب الحاج: موظف في وزارة المالية بيروت. ناشط إجتماعي على الشبكات التواصل يُعنى بشؤون بلدته رميش وسائر البلدات اللبنانية من خلال سلسلة صفحات لمختلف المناطق. يقوم بأبحاث عن تاريخ لبنان والمسيحيين فيه خاصةً لجهة إنتشارهم في جبل عامل.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider