2024/12/21 14:11
تُعدّ مواقع "فايسبوك" و"تويتر" إضافة الى "إنستغرام" من أشهر مواقع التّواصل الاجتماعيّ. 07/08/2017

وسائل تواصل أو وسائل موت ؟

وسائل التواصل الإجتماعي، وكتعريف، تضمّ شبكات التّواصل الاجتماعيّ. وهي مواقع إلكترونيّة تُمكِّن النّاس من التّعبير عن أنفسهم، والتواصل فيما بينهم. كما يمكن أن تُسهم في التعرُّف إلى أشخاص آخرين من كافة أقطار العالم. يتمّ وصف شبكات التّواصل الاجتماعيّ بالافتراضيّة، إذ تُمكِّن مُستخدِميها من مشارَكة الأفكار، وتكوين صداقات جديدة، لكن ليس وجهًا لوجه، إذ تبدأ من خلف شاشة الحاسوب أو الجوّال.  

 

     تُعدّ مواقع “فايسبوك” و”تويتر” إضافة الى “إنستغرام” من أشهر مواقع التّواصل الاجتماعيّ. وهي تهدف بشكل رئيسيّ إلى إبقاء الفرد على تواصل مع أصدقائه وأقاربه. لكن ما نواجهه حاليًا، في عالمنا الحقيقيّ وليس الافتراضي، هو أبعد ما يكون عمّا يُسمّى بتواصل. نرى إدمانًا واضحًا على هذه الوسائل، نشهد على عادة تفقّد الجوّال لرؤية آخر الأخبار. نشهد على هوس وتعطّش إلى شهرة افتراضيّة بفضل “الهاشتاغ”. نرى إدمانًا على تنزيل صور وبوستات وتحرّقًا لاجتذاب المزيد والمزيد من المتتبّعين، والإعجابات والتعليقات التي تحمل الإطراءات… فبالله عليكم، عن أي تواصل إجتماعيّ تتحدّثون ؟

 

    إذا اضطررنا إلى الابتعاد عن هاتفنا المحمول أو الانقطاع عن هذه المواقع لفترة معيّنة، نشعر بعزلة رهيبة ومخيفة، لم نكن لنختبرها لو بقينا في غرفنا ليوم كامل لكن بوجود انترنت وبحضور هذه المواقع! كيف عسانا أن نفسّر ذلك؟

   لقد بلغنا مرحلة حيث أصبحنا نمضي أكثر من منتصف يومنا نتصفّح هذه المواقع وندردش “أونلاين”. لم نعد منتجين… لم نعد نتحدّث مع بعضنا… لا بل صرنا نصادف أناسًا اجتماعييّن فقط من خلف الشاشات، إلّا أنهم في الحقيقة، وجهًا لوجه، لا يستطيعون صياغة جملة مفيدة حتّى!

 

   صرنا نصادف أناسًا، من فرط تركيزهم على شاشات الموبايل أثناء المشي، يصطدمون بعوائق كانوا ليتجنّبوها بسهولة لو كانوا ينظرون أمامهم. أصبحت حوادث السير تزداد بشكل رهيب بسبب الكتابة على الهاتف، أو التكلّم عبره أثناء القيادة.

    هذا التواصل الافتراضيّ أصبح يشكّل خطرًا على حياتنا، لأن معظمنا أصبح ميتًا وهو لا يزال على قيد الحياة. كلّ ما يقوم به هو ترقبّ “السوشيل ميديا” وممارسة شتّى النشاطات عبرها، من تنزيل صور وإعجابات ومشاركة منشورات… والبعض الآخر أصبح يموت فعليًا، نتيجة حوادث سير تتأتّى عن التلهّي بالهواتف أثناء القيادة. مهلًا يا أعزّائي، إنها وسائل تواصل وليست وسائل موت! وحريّ بكم ألّا تلومها، فهي تمامًا كالعلم، سيف ذو حدّين… فأحسنوا الاستخدام !

كاتب هذا المقال

‎زينه زغيب، ‎ماجستير في علم التواصل والإعلام، تهتمّ بالقضايا الإجتماعية على وجه الخصوص. ‎تحبّ التطرّق للأمور التي تعتبر تابو في مجتمعنا، كما تركّز اهتمامها على القيمة الأسمى في العالم، ألا وهي الإنسانية.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider