وطنية – عكار – تحدث خريجا الهندسة المتخصصان في مجال الميكانيك والطاقة زياد الصانع ومازن ضناوي، عن مشروعهما الذي فاز بالمركز الأول في المعرض السنوي التاسع الذي تنظمه اللجنة العلمية في نقابة المهندسين في طرابلس، لمشاريع التخرج لطلاب الجامعات وكليات الهندسة في طرابلس والشمال، عن أفضل مشروع صديق للبيئة (Eco freindly)، مؤكدين انه مشروع تنموي ينتج طاقة كهربائية أكثر وبكلفة أقل من المتعارف عليه.
ويوضح المهندسان انهما لم يكونا في وارد الاشتراك في أي مسابقة عند مباشرتهما بإشراف الخبير المهندس فادي العسل، على دراسة مشروع تنموي بيئي يهدف إلى إنتاج طاقة كهربائية نظيفة في منطقة التبانة التي تعد من أكثر المناطق بؤسا وفقرا وحرمانا ليس في طرابلس والشمال فقط إنما على مستوى الوطن.
ويهدف المشروع إلى إستثمار الطاقة الكهرومائية لنهر أبو علي بإدخال نوع جديد من التوربينات في مجال الطاقة المتجددة وهو الVis D’Archmède أو Archimede Screw، وهذا النوع من العنفات هو عبارة عن ماكينة تم اختراعها من قبل الفيلسوف والعالم أرخميدس عام 212 قبل الميلاد، وكانت تستخدم كمضخة بدائية، لكنها دخلت في مجال الطاقة المتجددة في أوروبا منذ العام 1992.
ويشير المهندس الصانع إلى أن هذا النوع من التوربينات “يمكنه أن ينتج طاقة بربع التكلفة أو أقل بالنسبة لتلك المنتجة عبر الطاقة الشمسية، خاصة وأن الطاقة المنتجة هي متجددة ومتوفرة 24 ساعة على 24 ساعة وبشكل متواصل. وهي توربينات لا تصدر أصواتا مزعجة ولها طابع سياحي ومظهر هندسي جميل، وتعد من الأقل حاجة إلى الصيانة، ولا تتأثر لا بتلوث المياه ولا بمجرى النهر”.
وقال: “مشروعنا يهدف إلى إقامة أربعة سدود هيدروليكية على طول قناة نهر أبو علي، بارتفاع منخفض بحوالي الثلاثة أمتار مع أربع توربينات à Vis d’Archimède لكل منها، يمكنها أن تنتج ما مجموعه حوالي 500kwh حيث يمكن إستخدام هذه الطاقة لتأمين إنارة المنطقة ومحيطها بحوالي 10,000 “لمبة” وتأمين طاقة كهربائية لتشغيل محطة تكرير مركزية لنهر أبو علي”.
أضاف: “إن إنارة هذا العدد من “اللمبات” على الطاقة الشمسية مثلا يكلف الدولة أكثر من عشرة ملايين دولار أميركي، في حين أن مشروعنا يؤمن الطاقة نفسها بكلفة أقل من الربع”.
وقال المهندس ضناوي: “إن أهمية المشروع تكمن أيضا في إمكانية تصنيعه محليا ودون الحاجة إلى استيراد أي معدات أو مواد من الخارج، وبالتالي يتم تشغيل اليد العاملة في المنطقة وتفعيل التنمية المحلية، كما أن هذا المشروع يمكن تطبيقه على أغلب الأنهر اللبنانية من دون الحاجة إلى إقامة سدود أو الإضرار بالبيئة وتشويهها، بل على العكس هكذا مشاريع ستغدو في حال تنفيذها مقصدا سياحيا بيئيا حيث تكون”.
بدوره أكد الخبير المهندس فادي العسل، أهمية اعتماد المشروع “كنموذج لإنتاج الطاقة بشكلها المتجدد، في حين يعاني لبنان من النقص الحاد في مجال الطاقة الكهربائية، مما يدفعنا إلى التفكير في استنباط الحلول لمعالجة هذا النقص عبر الاستثمار الصحيح والبناء لمواردنا المائية”.
ووصف المشروع بأنه “مشروع ثوري للنهوض بمناطقنا وتنميتها”، آملا من “الدولة بمؤسساتها المعنية، تبنيه وتعميمه على مساحة الوطن”.
يشار إلى ان الصانع وضناوي من بلدتي بزبينا ومشحة العكاريتين، درسا في الجامعة اللبنانية الفرنسية ULF، وهما إضافة إلى فوزهما بالمرتبة الأولى في المسابقة السنوية التي تنظمها نقابة مهندسي الشمال للمشاريع الرائدة لكليات الهندسة، نالا شهادة تقدير بالمرتبة الأولى أيضا من إتحاد المهندسين العرب.
وكان المشروع المذكور قد نال إعجاب جميع الحاضرين في المعرض، ومن بينهم وزير العمل محمد عبد اللطيف كبارة ونقيب المهندسين بسام زيادة بالإضافة إلى لجنة التحكيم وعدد كبير من المهندسين والخبراء البيئيين والتنمويين.