2024/11/10 2:00

في السجن الانتفاضة تجمع “ابناء الدعوى”…. والشاويش هو الوساطة

رومية هي الحرية، بالنسبة الى نظارة بعبدا. علمًا ان اسواء النظارات هي نظارة التحقيق. مراحل تمر على السجين من لحظة توقيفه الى اخلاء سبيله ان كان من اخلاء سبيل لكن المؤكد في كل هذه المسيرة ان لا يوجد مهمات اسمها اشغال شاقة. تجربة ربيع (اسم مستعار) في عالم السجن ومشاهداته من نظارة التحقيق الى الحرية يمكن ان تشكل نموذجًا يحتذى به لتطبيق معايير تعزيز حقوق الانسان في السجن. يخبر عن “وسخ” هذا العالم ويعني بذلك الوسخ الملموس الحسي الذي يؤدي الى امراض وتفاقم اليأس في نفس الانسان، فالانسان يبقى انسانًا في هذا العالم لا يجب ان يتجرد من انسانيته على الرغم من كل الاهانات ونمط الحياة المهين الذي يخضع له السجين في غرفة مكتظة فوق العدد الذي يجب ان تتحمله لكنها تتحمل ما يتحمل الصخر والحجر. او الاهانات من خلال التحقيق الذي يعتقد بذلك المحقق انه قد يسحب اعترافًا من المتهم علمًا ان القانون لا يلجأ الى هذه الاساليب في التحقيقات لاستخراج اعتراف. هكذا اذا نهج من تجريد المتهم من كرامته الانسانية ليعترف الى محقق تحكمه غائيته واهدافه الشخصية بتحقيق انجازات.

 

لم رومية هي الحرية؟ لان في نظارة بعبدا لا يعرف السجين ليله من نهاره الا من خلال حركة السيارات وزماميرها. اذا بين بعبدا ورومية نمط الحياة، الذي يعادل الحرية بمفهومها الضيق، يختلف فبرومية شاويش، رياضة، تلفزيون، وزيارات والذكرى الاجمل زينة دكاش. هنا في رومية عالم موازي للعالم الخارجي ربيع اصبح ضائعًا بين معضلتين ان يتعرض للخسارة خارج اسوار السجن وان يتكلف بخسارة اخرى في السجن فكان عليه ان يتأقلم مع نظام عشائر وصاحب “القصة” الأكبر اي الجريمة الاكبر الذي يصبح الراس الكبير. تعرف ربيع في رومية من خلال الرياضة على الشاويش، وهو الوساطة، حسّن له وضعه نسبة لباقي المساجين، وجد له عمل في المطبخ نقله الى غرفة لا نظارة. كل ما اراده ان لا يتبهدل ولا يكلف اهل بحاجاته. وهكذا حدث. فهم ان العملة داخل السجن هو الدخان، ولحسن حظه ذلك فهو غير مدخن. من هو الشاويش؟ هو انسان “مرتب” والمرتب في هذا العالم لا تعني ما تعنيه خارج السجن بل تدل على السلطة، سلطة اكتسبها مع مرور الوقت فاصبح لقبه يعادل الهيبة علمًا انه سجين كالاخرين لكنه مدعوم من سياسيين مع ان المسالة غير شرعية ومع ذلك الدولة تريد ان تخفف عنها. عاش ربيع انتفاضتين في السجن يقول “اقصى تحركاتهم هي داخل حدود الحديد” وانجازهم زيارة ابناء الدعوى الواحدة، اذ تصبح الدعوى صلة قرابة، بعضهم البعض وهذا كان يتطلب اذنا دون الانتفاضة غير ان كل ما شاهده حركة وفوضى ليس اكثر من هذا. يريد ربيع ان يتخلص من ذكريات السجن، حتى انه لا يسال ان كان من مكتب استخدام ليتابعه بعد السجن ويجاول ان يجد له وظيفة. ففي العالم الخارجي، يريد ان يكون حرًا لا يصنف كما يصنف السجين في مجتمع الاجرام. يريد ان يبدأ من جديد. يريد فرصة جديدة.

 

عن كاتب ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider