2024/12/21 13:33

الفساد والتجارة بصحة الانسان – بقلم وصوت اخصائية التغذية بربرة شربل عيسى

ورد في احد الاذاعات اللبنانية صرخة توعية الى أخصائي التغذية والنقابة في لبنان. هذا ما ورد في التسجيل.

الْيَوْمَ وفِي مجتمعنا هذا، سادت المصلحة الفردية على مصلحة الجماعة. فهناك حب الذات المتجسد بالانانية والعمل على الصعيد الفردي حيث يسعى جميع أخصائيو وأخصائيات التغذية على تسلق قمم النجاح نفسه ومنافسة زملائهم ولا يعرفون مصلحتهم الا وهي المناداة لتنفيذ عمل النقابة:

تحديد سن العمل

الضمان الاجتماعي

تعويض نهاية الخدمة

الترقية الاجتماعية بعد سنين من الجهود المتتالية…

كما ان لا نقابة، حكما لا رقابة!

هنا قد نتكلم عن أخصائيِّ وأخصائيّات التغذية الذين يتوجهون نحو الدعايات وعمليات التسويق ان كان لمنتجات صحية اولأدوية قد تساعد على خسارة الوزن الزائد بطريقة غير صحية او تسويق لمطاعم وملاهي شعبية حيث يقومون بنشر صور لاطباقهم تحت اسم عياداتهم ويكون ذلك بهدف الحصول على مبلغ زهيد من المال أو على فكرة “سوّقلي لسوقلك”. وهنالك من يقومون بوضع صور المريض البدين – قبل وبعد – وهذا ما هو غير عملي وغير سري أبدا.

 

فدعايتك ليست على حساب أولئك الذين “أمّنو” لك ووضعوا صحتهم وأجسادهم بين أيديك.

من هنا نصل الى الفاجعة، فاجعة الجزء الآخر، الذين يسفّهون الاختصاص الى أقصى حد ويجعلون منه مسخرة وتفاهة. هم من يقومون بوضع نِكتٍ على البدينات وغذائهم ويحولون الموضوع الى إضحوكة لكسب المتتبعين (اَي الاناس الذين يمكن ان يصبحو زبائنهم المستقبليين).

نعم، نعم نعم! عار على مجتمع يدّعي بالتطور والمعرفة والفهم ان يحول هكذا اختصاص – مبني على التوعية والوقاية الغذائية (اَي على بناء أساس للصحة العامة) – الى مهزلة ومسخرة وسفاهة.

فهذا الاختصاص ليس للتجارة “بالعالم” وليس اختصاص تسويق بل انه اختصاص مبني على حس المساعدة والرسالة وحب الاختصاص الذي يجب ان يكون سيد الموقف.

 

 

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider