2024/03/19 6:06

الأديان والأيديولوجيات: سياسات الموت والحرب والإرهاب!

هل الأديان والاختلافات الإيديولوجية هي السبب الرئيسي في الاقتتال في العالم؟ 

ما هو أو ما هي أسباب الكره، الإرهاب الفكري، الإرهاب الجسدي، التهويل والتهديد، القمع والقتل، أكانت صادرة عن فرد، جماعة، دين، منظمة أو دولة؟

سأعرض خبرا — نُشر منذ اربع سنوات — قد يكون سخيفا للبعض وسيفا لآخرين، مثل صغير يشعل نار الكراهية والحقد بين الجماعات. قرأت خبراً مفاده أن سفير السعودية لدى المملكة المتحدة (إنجلترا) اعتنق الدين المسيحي وإذ يخشى أن تأمر السلطات في المملكة السعودية بقتله. يجدر الإشارة هنا إن مصدر هذا الخبر لم يذكر اسم السفير الذي اعتنق المسيحية ولَم ينشر صورة له وهو يعمّد. صدر هذا المقال في ٢١ أيلول سبتمبر ٢٠١٦. نشر هذا الخبر على الموقع الإلكتروني (aljazair24.com).

 

من هو السفير السعودي الذي اعتنق المسيحية؟ هل الخبر صحيح؟ هل هو عار عن الصحة؟ بعض الأبحاث تشير ان محمد بن نواف بن عبد العزيز، وهو من العائلة المالكة، هو من كان سفير السعودية حينها.

وقد انتشر فيما بعد هذا الخبر بسرعة هائلة على كثير من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي بما فيها فيسبوك وتوالت التعليقات عليه منها المنددة والشاتمة، وأخرى المهنئة والشامتة.

مستوى الفكر الفردي والجماعي

ليس الهدف هنا التأكيد على صحة الخبر أو عدمه، إنما إلقاء الضوء على مستوى الفكر الفردي والجماعي من خلال التعليقات منها الواعية الحكيمة، الساخطة والغاضبة والشامتة والتي تمّ حذفها بالكامل. لحسن الحظ دوّنت على ورقة البعض من هذه التعليقات. أذكر البعض منها، كما وردت حرفيا بقلم أصحابها، من أجل إظهار الفوارق الثقافية والفكرية لبعض المعلّقين دون ذكر أسمائهم:

“لا يا هذا من ارتد عن دينه فاقتلوه”.

وعلَّق اخر: “ان الدين الإسلامي راقي، عندما يرتقي الانسان بفكره وروحه وحريته، فسيلتقي حتما بالإسلام”.

ويرد معلّق اخر بهذا:  “الفكر الراقي الحرّ ممنوع في الإسلام خوفا من كشف الكذب والخداع”.

اخر يقول: “لا تهمّني ديانة الانسان بل اخلاقه، جميعنا نظراء بالخلق”

“لا اكراه في الدين، فمن شاء يُؤْمِن ومن شاء يكفر”.

“الإسلام دين رضي دموي إرهابي عنصري شيطاني فاشل دمر العالم ذبح مسلمين قبل الغير المسلمين كم مليون مات على آيات القران واحاديث محمد رسول الشيطان الدموي الإرهابي العنصري كذاب

والى اخره من التعليقات السخيفة …

 

طبعاً ان الخبر عار تماما عن الصحة وهدفه استدراج أصحاب النفوس البسيطة والجاهلة للاقتتال فيما بينها.

اختتم كلمتي بالقول ان جميع هذه المفارقات تكشف عن قوة الخلافات العميقة بين البشر بسبب اعتقاداتهم وقناعاتهم الدينية والأيديولوجية. ماذا يحدث للعالم اذا ازلنا جميع الأديان والأيديولوجيات الحاضرة والتي مضى عليها الدهر وتبرّأ منها، ووضعنا أسساً جديدة مبنية فقط على المحبة المطلقة والتسامح؟ هل نكون قد خلقنا ديانة السلام المرجوة للإنسان الراقي؟

هل اصبح الانسان حاضرا لقبول هكذا ديانة سامية أم ان أصحاب المصالح الضيقة المريضة ومحبي السلطة العمياء يفضلون سياسات الموت والحرب والإرهاب؟

عن ميشال نجيم

اتصل بنا
close slider