2024/12/21 13:38

نداء الى وزارة الإعلام للتصرّف: “نقشت” – “Take It Out” – بقلم د. لورانس عجاقة

“Take me Out” او “نقشت” هو برنامج مواعدة يعرض على أحدى القنوات المحلية اللبنانية. أثار هذا البرنامج العديد من علامات الأستفهام والاعتراضات من داعمين ورافضين للفكرة. إنه يعكس واقعنا اللبناني المميز الذي يتألّف من قيمنا وإنتمائنا العربي مع إنفتاحنا على الغرب.

وجود وشهرة هذا البرنامج يطرح أسئلة كثيرة عن واقعنا الحالي، إذ لم نألف وجود ٣٠ فتاة وامرأة يتأملن الرجل علناً. لعلّ الفكرة ليست بالسوء الذي نعتقده ولكن طريقة التنفيذ تطرح تساؤلات عدة.

المرأة الشرقية معروفة بأنوثتها وعفّتها ولا يجب ان نخلط بين هذه الخصال والضعف لأن المرأة لطالما احتلّت صدر البيت والمجتمع وتفرض احترامها ووقارها على الكل. كلّ ما حرمت منه في العمل والحياة السياسية يُعوّض الآن في ظل مطالبة المرأة بكل حقوقها وبخاصة المرأة اللبنانية التي لطالما كانت رأس الحربة في صراع المرأة العربية لنيل المكانة التي تستحقها. البرنامج حافل بالإيحاءات الجنسية والتعليقات المغرضة لدرجة غير معقولة، وهذا أمر يدحض قول المنتجين أن البرنامج موجَّه للبالغين ولذلك من الطبيعي ان تمر تعليقات معينة ولكن ليس لدرجة أن يتمحور البرنامج كله حول ذالك.

هناك احتمالان لا ثالث لهما. إذا كان الرجل وسيماً، تبدأ الفتيات بالتعليقات الجنسية التي تصل الى درجة التحرّش ناهيك عن القبلات واللمسات التي تحدث. مجتمعنا الشرقي الذي يرفض حتى الاعتراف بفكرة إغتصاب امرأة لرجل، لا يترك للرجل خيارا سوى ان يتقبل هذه الحركات حتّى لو كان مستاءاً. والسيناريو الأسوأ هو عندما لا يستوفي متطلبات الجمال لدى الفتيات فيبدأن بالسخرية والضحك علانية من الرجل، والويل له إذا جرّب الدفاع عن نفسه لأن المتشاركات سيتكافلن سوية ويحرصن على إذلال المشترك لأقصى الحدود وبأحدّ العبارات، وقد حدث ان العديد رفض الإكمال وتحمّل طريقة المعاملة تلك.

في الوقت الذي تتسابق فيه المرأة لإثبات وجودها في الإنتخابات اللبنانية، هناك من يحقّر من قيمتهن على شاشات التلفزة بعرضهن كإنتهازيات وماديات غير مهتمات سوى بالحصول على من يحقق مطالبهن. ولعل ما سأقوله سيعتبر تناقضاً ولكن المرأة هي المسؤولة عن المحافظة على المستوى الأخلاقي في المجتمع، ولا يمكن أن تطالب أي رجل أن يعاملها بإحترام إذا استمرت بعرض نفسها بهذه الطريقة المشينة.

الملاحظة الأخيرة تتعلّق بالتأثير السلبي الذي يتركه البرنامج على الجيل الصاعد. ففي عصر التكنولوجيا والإنترنت، من السهل على المراهقين والمراهقات مشاهدة البرنامج في أي وقت. ومن المؤكد أنهم سيتأثرون بما يشاهدونه ويحاولون تطبيقه بكل سلبياته في علاقاتهم الشخصية.

هذا البرنامج لا يعكس واقعنا بل هو محاولة رخيصة لضرب القيم الانسانية ولا يجب السماح له بالتعرض لنسائنا. لا يجب ان تنخدع المرأة بالإعتقاد ان حريتها الجنسية تعني التعرّي والتغني بالمفاتن، ولا يجب إهانة وإستغلال رجالنا بهذه الطريقة المشينة.

كاتب هذا المقال

د. لورانس عجاقة، حائزة على دكتوراة في الأدب الإنجليزي. محاضرة جامعية لأكثر من عقدين. لها العديد من المقالات في صحف محلية وأجنبية وإلكترونية. ناشطة اجتماعية في مجال حقوق الانسان..

عن كاتب ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider