بيروت النور… لبنان المنور… اولادنا …ايتها الاجيال الباكية والمنتفضة…إخوتي أخواتي في الوطن العاصي على الموت!!!
أخاطبكم اليوم ، وبعد ثلاثة ايام من الفاجعة التي قضت على كرامتنا جميعا، وقوضت أحلامنا، وحصدت احبابنا، وشلعت اجسادنا، ودمرت مشاعرنا، الا تترك الأحداث بصمات الظلم على نفوسكم…والا تحولكم الى اهل حقد ، فلبنان الاتي على ايديكم، وانتم ثروته ، بحاجة الى كثير من الحب ، الى كثير من الوعي، الى كثير من الحكمة، الى كثير من التوبة والغفران…
كل اللبنانيين هم رهائن ماض لوثه تجار السياسة، وتجار الارواح، وتجار العقائد المكلسة،
وتجار الفجور، وتجار الحرب…
كل اللبنانيين هم ضحية منذ العام ١٩٧٥ حتى الساعة، ولم يستطع اي نظام ان يقضي على زمرة الفاسدين …. الذين أمعنوا عنفا وعبثا في الماضي ، وأورثونا أبناءهم ، وأحفادهم، وإقطاعهم، وأصهرتهم في الحاضر، وترأسوا علينا بكل ما اوتوا من جهل ، وحملهم قسم كبير منكم ومن أهلكم على أكتافهم ، في أزمنة الانتخابات …وتقاتلتم ، شبابا وصبايا، من أجل أقزام لم يتمكنوا في الامس، أن يواجهوا الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر، وقد خرجوا منه من دون أي تصريح…
كل اللبنانيين محجوزون عند زعماء ، منهم زعماء الحرب، ومنهم زعماء المال، ليجدوا عملا، أو وظيفة ، ويصبحون ، بالتالي، من أهل الذمة الوظيفية ، ويشكلون طائفة الزبائنية الاكثر خطرا على المجتمع.
اليوم اليوم وليس غدا، إخلعوا الماضي الاليم الذي سرق حياة من سبقوكم ، وانكبوا على معرفة واقع الوطن في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخه، حتى تكون انتفاضتكم ، لا بل انتفاضتنا جميعا، قائمة على المعرفة :
١-إن أول ما يجب أن نسعى إليه اليوم هو العمل الحثيث على دعم تنظيم النظام ؛
٢- المطالبة بعقد اجتماعي جديد يعلم كيف يتغير أداء المسؤول ، ويخفف من عنجهيته على شعبه، ويتعاطى
مع الغريب ، غربيا او شرقيا، من الند الى الند، لا كالمأمور؛
-٣ التفهم أن لبنان في الوقت الحاضر يمر في ظروف دقيقة لا تحتمل التصعيد بين أبنائه ، وتركيا، وإيران، وسواهما على الابواب، تتربص بلبنان لتجعل منه ساحة اقتتال لإضعافه؛
-٤ التفهم أن الأزمة اللبنانية قاسية ، من الكوفيد-١٩، إلى الأزمة الإقتصادية التي نهبت المواطنين، إلى الثورة المتعثرة، إلى الفاجعة الكارثة،؛
-٥ والسؤال هل من حل؟
سنبدأ بالنجاح إن طالبنا في انتفاضتنا الامور التالية: الاستعجال في إنشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية، وإقامة قانون جديد للأحزاب السياسية في الوطن، واستصلاح ما لا عمر ولا غد له في دستور الطائف؛ والعمل على انتخابات خارج القيد الطائفي، ورسم ضوابط الشرعة الاجتماعية ، وتحسين النظام التربوي لبلوغ ذهنية الإنسان المواطن وتحريره من ذهنية القطيع من غير كرامة، وترتيب النظام الامني والدفاعي وترسيم الحدود البحرية، حتى لا يتنطح أحد ويحتجز لبنان ، وكل الطوائف احتجزت لبنان منذ السبعينات حتى اليوم، وحولته إلى ساحة مفضلة لتفريغ كل مشاكل المنطقة، ولم يجن لبنان إلا الألم ، واليأس والموت …
إن الأولوية هي إعادة بناء الشخصيةًاللبنانية الحضارية ، الشخصية المثقفة، المنورة، المنفتحة، الواعية، والمحبة… والقادرة على إفراز التغيير …