المطلوب منك اليوم، مرة أخرى، هو وقفة تاريخية تثبت فيها لشعب لبنان وللعالم انّ الهدف من اصرارك على الحصول على سدة رئاسة الجمهورية هو إنقاذ لبنان مهما كلف الامر دون التضحية بالمسيحيين كما هو حاصل الآن وليس كما يردد غالبية الشعب اللبناني انك اردت الرئاسة حباً بالسلطة ولإرضاء أطراف اقليمية لا يهمها وحدة الشعب اللبناني وكيانه وحريته واستقلاله الفعلي وليس الصوري.
المطلوب منك اليوم العمل على مشروع سياسة داخلية وخارجية يوافق عليها جميع المسيحيون دون اكراه، قد يحقق وحدة المسيحيين اولاً مهما كلفك الامر من تضحيات شخصية ويخلق جبهة مسيحية قوية واحدة ومتوازنة.
المطلوب منك اليوم فصل الدين عن الدولة وان تحقق وحدة المسلمين والمسيحيين بعيداً عن التدخلات الاجنبية والتحرر من النفوذ وسيطرة الدول المجاورة والاقليمية التي تحتل لبنان سياسياً، وعقائدياً، وتفرض عليه اراداتها لمصالحها الخاصة، أكانت اقليمية ام دولية. لا أحسد المسلمين على وضعهم لأنهم هم أيضاً لا يملكون القرار الحر – قرار لبناني مستقل حر نابع عن وطنية حقيقية تحت شعار اللبنانيون أولاً – بل قرارهم يملى عليهم من قوى الاستعباد الإقليمية.
لقد حان وقت استقلال لبنان الحقيقي. الاستقلال الذي ندّعيه اليوم هو اكبر كزبة في تاريخ لبنان، استقلال اليوم هو مسرحية سخرية ومهزلة ومذلة.
لقد طردت الاميريكيين من قصر بعبدا ولم تتردد من خوض معارك دامية اضعفت المسيحيين وارهقتهم وافقدتهم حريتهم ووضعتهم تحت وطئة احتلالات اقليمية، فالوطنية الحقيقية والحكيمة تملي عليك طرد المتنازعين المستئذبين من لبنان مهما كان الثمن كبيراً، خيار الحرية أفضل من خيار العبودية.
حان الوقت لتقف بوجه من سلبوا ارادة الشعب اللبناني الحر وبوجه من يستخدمون لبنان محرقةً لمصالحهم الاقليمية والدولية.
كما ترى فخامة الرئيس، الكلمات كثيرة والتكرار الكلامي واضح جداً إنما المطلوب واحد: صحوة ضمير وبطولة. إن كنت لأي سبب من الأسباب عاجزاً عن ذالك فلا عيب ان تستقيل.