كلمة موجهة إلى كل قارئ أو قارئة يتمتع بالحكمة: على لبنان في هذا الزمن العصيب أن يتطور في إطار القومية اللبنانية، وكل قومية ، مهما علا شأنها، نتبناها من الخارج، قومية سورية إجتماعية، قومية صهيونية، قومية عربية تنخرط في عقل الكثيرين من العرب بمفهوم إسلامي محض، قومية متغربنة، إلخ؛ تعتبر عملية تذويب للقومية اللبنانية. فليس لبنان هدية من أحد ، لبنان التاريخ ليس ملعبا للهويات القاتلة ، وليس أرضا من غير حدود، وليس أسطورة، والحق الحق أقول لكم إن أي قومية تحاول أن تقضي على القومية اللبنانية نصيبها الفشل ، وإن مطلق أي يد غادرة تمتد إلى لبنان يقطعها التاريخ من الكتف. تترمد قبل أن تصل إلى أتربة لبنان.
اعرفوا أن لبنان وقف من التاريخ على جميع الامم،.
إن زوال حكومة من حكومات لبنان لا يعني زوال الدولة اللبنانية التي صنعها أباؤونا من الجوع، والصبر، والتحدي، والصمود، كما أن زوال الدولة إن حصل لا يعني زوال الشعب اللبناني، لأنه بالفكر والحكمة والحوار والتفلسف السياسي يمكن إعادة بناء الدولة. لذلك وحده الشعب المؤمن بقومية لبنانية دون سواها هوية، هو القادر اليوم على إنتاج فلسفة وطنية جديدة من صنع لبنان ليحكم لبنان نفسه بنفسه ، ويخاطب العالم العربي والغربي من الند إلى الند ، وهكذا يظهر الشعب اللبناني عمق حضارته الضاربة في التاريخ الانساني الكبير ، ويؤكد أنه سيد نفسه، وسيد المستقبل، ويبتعد عن هرطقة السياسة الزبائنية، ويتحرر من الشهادات الحزبية الطائفية اللون.
إن العمل على صون القومية اللبنانية في فضاء الامة العربية، يعني ان اللبنانيين مدعوون إلى تمزيق الكف، ودحرجة الحجر، ورد القوس إلى باريها، وتشييد الهيكل، حتى تضاء شعلة الوطنية من جديد ، ويأتي النور من خلف الضباب، ويكشف الستار ، ويكتب الولاء للبنان التاريخ ….
البروفسور هدى نعمة