بيروت (رويترز) – قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري يوم الثلاثاء إن الجيش سينفذ عملية في منطقة جرود عرسال التي تقع في شمال شرق لبنان عند الحدود مع سوريا وتعد قاعدة لعمليات ينفذها مسلحون ينتمي بعضهم لجماعات متشددة.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن الحريري وصف خلال كلمة له في البرلمان العملية التي يعتزم الجيش القيام بها بأنها “مدروسة” وأن “الحكومة تعطيه (الجيش) الحرية”.
وجرود عرسال منطقة قاحلة في الجبال الواقعة بين سوريا ولبنان وهي قاعدة لعمليات الجماعات المسلحة التي تقاتل في الحرب الأهلية السورية بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة.
وحثت منظمة العفو الدولية الجيش على عدم اللجوء إلى القوة المفرطة في العملية التي ستجري في منطقة يعيش فيها لاجئون سوريون كثيرون في مخيمات مكتظة بالناس.
وزادت التكهنات حول اعتزام جماعة حزب الله اللبنانية الشيعية القوية والجيش السوري القيام بعملية كبرى ضد المسلحين على الجانب السوري من الحدود.
وكان حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قال هذا الشهر إن الوقت ينفد أمام المسلحين السوريين على طول الحدود قرب عرسال للتوصل إلى اتفاق مع السلطات السورية قائلا إن الوقت حان للقضاء على تهديد الجماعات المتشددة في عرسال.
بيد أن الحريري قال “لا تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري”.
وأفاد مصدر أمني بأن الجيش اللبناني، الذي يتلقى مساعدات عسكرية أمريكية وبريطانية، عزز انتشاره في منطقة عرسال في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال المصدر إن عدد المسلحين في منطقة جرود عرسال يقدر بنحو ثلاثة آلاف وإن ثلثيهم ينتمون للدولة الإسلامية أو جبهة فتح الشام بينما تنتمي البقية لجماعات معارضة أخرى.
وقال الحريري في بيان صدر في وقت لاحق يوم الثلاثاء إن الجيش يحقق بشكل منفصل في “موت سوريين في عرسال” وذلك في إشارة على ما يبدو إلى وفاة عدة سوريين خلال احتجاز الجيش لهم هذا الشهر.
وفي 2014 كانت منطقة عرسال مسرحا لأخطر حالات امتداد آثار الحرب الأهلية السورية إلى لبنان عندما سيطرت الجماعات المتشددة على البلدة لفترة وجيزة.
ويقدم حزب الله الذي تسانده إيران دعما عسكريا حاسما للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب وهو دور أثار انتقادات شديدة من خصومه اللبنانيين ومنهم الحريري.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية – تحرير حسن عمار)