2024/10/05 0:16

ردا على مقالة “إعلان بيروت شيعية…”

ردا على ما ورد في مقالة ابو الهول تحت عنوان “اعلان بيروت شيعية، مزحة ساذجة أم رسالة نومايا؟” والصادرة بتاريخ 10 أيار (يوليو) 2018
نكتفي بإيجاز هذا الرد

بيروت هي أم الاوطان والتجوال فيها مباح لكل ساكنيها، ولا حرمات في هذا الامر. ولا يقتصر التجوال في شوارع ومناطق معينة على طائفة دون سواها، سيما وان صيغة التعايش مكرسة منذ أمد طويل.

ما حصل في بيروت بعد الانتخابات ليس إجتياحا مطلقا، بل هو تعبير عن رأي معيّن بغضّ النظر إذا ما كانت الجهات الشيعية مع أو ضد الفكرة. وهذا التعبير ليس بيان إعلان الدولة الشيعية مطلقاً. وهذا أيضاً حاصل في العديد من المرات – وخاصة مباريات كرة القدم، هذا على سبيل المثال لا الحصر – وهل بات ممنوع على الشيعي التجوال في مناطق السنة؟ وهل بات ممنوع على المسيحي التجوال في مناطق الشيعة؟ هذا الكلام مرفوضا جملة وتفصيلا من كل الطوائف. وتؤكد على الطائفة الشيعية بما تراه تكريسا لصيغة العيش والتعايش المشترك بين أبناء جميع الوطن. وهذا ما عبّر عنه الإمام القئد السير موسى الصدر عندما قال: “لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه”. ولَم يقصد هنا طائفة او جماعة دون اخرى.

أما تشبيه ما حصل بالانتفاضة، فهذا غير وارد على الإطلاق. ومن ينتفض على من؟ هل تناسى صاحب المقال ان الضاحية الجنوبية من بيروت، ساكنوها ليسو شيعة بل هم من جميع الطوائف اللهم الا اذا كان لا يرى الا بعين واحدة والكلام في هذا التفصيل هو باب من أبواب الفتنة التي لا تريدها الطائفة الشيعية، وتعمل جاهدة لإخمادها.

ولا علاقة في المقطع الثالث لا لداعش ولا غير داعش، فما حصل كان ردة فعل من بعض الشبان المتحمسين والقيادات الشيعية رفضت هذا الامر وتداعت الى إطلاق بيانات شجب ورفعت الغطاء عن كل من يخلون بالامن، ودعت القوى الأمنية والقضائية الى محاسبة كل المتورطين من أية جهة كانوا.

اما عن العيش المشترك، فإن الطائفة الشيعية هي الطائفة الوحيدة التي تدافع عن هذه الصيغة وكلام الامام الصدر اثناء الحرب اللبنانية كان واضحا وصريحا في احداث القاع وغيرها ولا داعي لتكراره لأن الناس حفظته عن ظهر قلب. والكلام المناهض لهذه المقولة هو كلام الجاهلية والهمجية. ارجعوا الى تاريخ الطائفة عندها يصلكم الجواب دون تعب او ملل.

اما حمل السلاح، فالامر لا يقتصر على أبناء الطائفة الشيعية، فالشعب اللبناني ونتيجة الأحداث كله بات مسلحاً وهذا أمراً على الدولة اللبنانية معالجته بشكل نهائي، والطائفة الشيعية بكافة التنظيمات السياسية التابعة لها قد سلمت كل اسلحتها الى الدولة اللبنانية. ان الطائفة الشيعية لم ترغب يوماً من الأيام بجعل بيروت شيعية بل بالعكس من ذالك وقفت بكل قواها ظد التهجير والفرز السكاني لتبقى بيروت لكل اللبنانيين ولتبقى بيروت وطنية وأم الاوطان.

نكتفي بهذا الرد البسيط على ما ورد في مقالة الأخ ابو الهول

“لا داعي بنفخ الرماد في العيون والقنبة نائمة، دعوها نائمة الى الأبد وعودوا الى الحياة التي يتمناها كل اللبنانيين كما كانت. فلبنان للجميع ولن نقبل الا ان يكون للجميع. ولا نقبل ان يبقى منطقة متألمة ومجروحة لأننا كلنا في نفس المركب، وإذا ما هبت إليك العاتية تغرق السفينة بمن فيها.

كاتب هذا المقال

أحمد أبو ديب، شاعر تلامس كلماته القلب والروح، حصَّل علومه الثانوية في مدرسة بنت جبيل الرسمية وتخرّج من جامعة بيروت العربية، كلية الحقوق والتجارة، وحاز على شهادة في إدارة الأعمال.

عن كاتب ضيف

اتصل بنا
close slider