هل الاجتياحات الطائفية التي شهدتها شوارع بيروت ليل الاثنين-الثلاثاء من قبل حركة أمل وحزب الله وإعلانهم بيروت شيعية هو مزحة ساذجة أم كان القصد منها ارساء فكرة إمكانية خلق الدولة الشيعية في لبنان؟
أعلنت بعض مصادر الشارع اللبناني الشيعي، ان انتصار أمل وحزب الله الساحق في الانتخابات النيابية التي جرت يوم السادس من أيار، والحراك الشعبي الذي شهدته مدينة بيروت، هو تمهيد الطريق الى تحقيق مشروع دولة الفقيه التي كانت وما زالت تخطط له الطائفة الشيعية في ايران والمشرق العربي.
لا أحد يرغب باحداث فتنة طائفية في لبنان.
ان ما آلت اليه الأحداث بعد انتهاء الانتخابات وفرز الأصوات خطير جداً. ان المسيرات الاستفزازية والتحديات وإطلاق الرصاص على أهل البيت تشبه كثيراً الانتفاضات الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي ولكن الفارق في لبنان انها انتفاضات طائفية، انتفاضة الأخ على أخيه وشتمه وتهديده وإرهابه فقط لانه ينتمي الى طائفة غير الطائفة الشيعية، هذه الأحداث خلقت توتُّراً وأجواءً أخطر بكثير من حادثة “بوسطة عين الرمانة” عام ١٩٧٥. انا مع الانتفاضات في لبنان ضد القوى الإقليمية فقط اَي جهة كانت، غربية أم مشرقية.
أليس هذا ما فعلته داعش؟ ألم يُقدّم حزب الله دم شهدائه في سوريا والعراق في حربه ضد داعش او ما يسمى بدولة الاسلام – جماعة إسلامية قتلت وارتكبت المجازر والإبادات الجماعية ضد من دعتهم بالكفار وبخاصة الطائفة الشيعية؟ – الم يكن هذا بالذات سبب محاربة حزب الله للدولة العربية الاسلامية؟
(مقطع من مشاهد نقلته الحدث)
اذا كان أهل الشيعة يؤمنون بالعيش المشترك وتعددية الطوائف في لبنان، لماذا يردون على الكلام بالرصاص؟ من يُحاربك بالكلمة، فبالكلمة المثقفة ترد عليه أو لا ترد. فإذا كان الكلام مسبّةً، فالسكوت هو فضيلة. وان كان تهجُّماً وافتراء، يُسلّمُ للقضاء لتحقيق العدل ومحاسبة المفترين. هذا ما يحصل في البلدان الراقية. السنا شعب راقٍ؟ السنا شعب مثقف؟ لقد ولّى عصر الجاهلية والهمجية.
لبنان يتميّز بشعبه المتعلم والمثقف، لم يعد الشعب اللبناني يحتاج الى حمل السلاح بوجه أخيه اللبناني. فقط الضعيف، الجاهل، والهمجي يحتاج الى السلاح لفرض ارادته على الآخرين في الدولة الواحدة ولكن ليس في لبنان. فاللبناني ليس بانسان جاهل تعَميه الطائفية كما يحاول ان يصوره البعض، إنما هو إنسان فقد حريته وإرادته وصار عبداً لقوى إقليمية تتجاذبه بقوةٍ يميناً ويساراً، باتجاهات معاكسة حتى ينقسم وينشطر الى أجزاء صغيرة قاتلة فيه ارادته وحريته وإنسانيته.
إعلان بيروت شيعية في مظاهرات الامس، قد تكون ردة فعلٍ عفوية لا أبعاد سياسية لها، أو قد تكون بداية التمهيد لدولة الفقيه.
موضوع يُطرح على حكماء وزعماء الطائفة الشيعية في لبنان برسم الإجابة والتوضيح…
إقرأ: ردا على مقالة “إعلان بيروت شيعية…”