عصفت بنا رياح القدر ورمت بنا على شاطئٍ مهجور. كم من مرة قلنا ان شمس حبنا لن تغيب؟ ولكن غيوم الحياة حجبت صفاوة سمائنا وهطلت الامطار على اجمل لحظات ماضينا. وما اصعب من ان يصبح الربيع مجرّد ماضٍ والخريف واقع حزين. كيف تصبح الدنيا المليئة بالالوان صحراء قاحلة دون حياة؟ كم من مرة قلنا ان اللامتناهي اصبح بين يدينا؟ لكننا لم ندرك ان بيدينا قضينا عليه واصبح للّامتناهي نهاية.
سنوات مرّت وكأنها ثوانٍ عندما كان الحب يجمعنا. ولكن عندما فرقنا هذا الحب اصبحت ساعات الليل دهور. وبالرّغم من ذلك قطعت عهداً على نفسي بان احبس دموعي، ليس خوفاً من ان ابرز ضعفي ولكن لماذا البكاء على فراقٍ عندما الذكريات تبقى خالدة. اذكر عندما كان كل واحد منا يسير في سبله وبسبب سحر الصدف توحّدت كل الطرقات وسرنا سويّاً على درب واحد. واجهنا المصاعب يد بيد وحاربنا العالم من اجل مبادئنا. لكل شيء جميل نهاية، فشمس النهار يدحض بها الليل بظلمته، والوان الربيع يمحيها حزن الخريف، وجمال الحياة ينحني لرهبة الموت.
وصلنا الى مفترق الطرق الذي لطالما حاولنا تفاديه. ارسل اليك هذه الكلمات لتكون بمثابة ترتيلة اخيرة لراحة نفس حبنا. ادفني هذه المشاعر التي كانت تحيينا في مكان آمن في قلبك واجعلي من ذكراها دافع اليك لتكملي حياتك بشغف. اما انا فسارسل نور هذاالحب الى السموات ليلمع بين النجوم. واذا بيوم من الايام كنت تحدقين بالسماء ووقع نظرك على هذا النور تذكري ان لحظاتنا سوف يخلّدها الزمن في ذلك الافق البعيد.