تتمة حوار مع وسادتي!
تَكبّلَ الخوفُ كياني عندما رأيتُ رسالةَ اللّه مطبوعة بدمٍ لامع؛ فقرّرتُ أن أُحاورَه عَلّني أَستَشفُّ من لَدنِه سرَّ الوسادةِ…
فقلتُ له: يا ربّ أنتَ تَعلََمُ أنَّ الحياةَ ظالمةٌ تُهشِّم براءتكَ وترميكَ في آتون الحُزن والوهنِ. فلماذا جعلتَ وسادةً لا حَولَ ولا قُوّة لها تنثرُ حبرَ كلماتِكَ على وجداني؟
لماذا تذكّرْتَ أن تُسامحني بَعدَ أن جفَّ رونقُ الأمل من عُمقِ روحي؟
وبعدَ عتابٍ دامَ وقتًا طويلاً رأيْتُ حمامةً بياضَ ناصعةً كالثّلج
تُحلّق ُفي سماءِ غرفتي حاملةً معها رسالة صغيرة.
عندئذٍ فَتحْتُ الرْسالةَ بسرعةٍ جنونيّة، وبدأْتُ أرتشفُ الحروف.
ابنتي الحبيبة لكلِّ مرحلة وقتها الخاص، فعندما أَثمرتْ براعمُ توبتكِ وحُطِّمتْ أدرانُ آثامِكِ ،أَرْسَلْتُ روحًا مُعزٍّ يُساِعدُكِ ويَشُدُّ أزرَكِ…
لقد جَعلْتُ الوسادةَ تَتكلّمُ، وذلك لتُدركي مدى قدرتي الجبّارة على محاربة الخطايا والكمد ، وتحويلها الى رجاءٍ يَغمر روحي سلامًا سرمديًّا …
وتأكّدي بأنّني تِرسُكِ المنيع لهذا أطلبُ منكِ أن تَصبُري وتجعلي الإيمانَ عِصب عينيك.
آمني يا بنتي وسلّمي أمركِ لمشيئتي القدّوسة.
قرأتُ الرّسالةَ أكثرَ من مرّةٍ وفي كُلِّ مَرّة كنتُ أُقبّْلُها لأُغْني قلبي وعقلي بقرابينَ عظيمة تمحي خطيئتي…
ومُنذ ذلكَ الحين أدركْتُ أنّ حبرَ الدّم اللاّمع الذي وَجدتُه على وسادتي هو دمُ الرّبِ المقدسِ الذي سُفِكَ من أجلِ خلاصي وخلاصكَ…