يعمر لا يتكرّر…
ينتابني شعور دائم بالعتب على نفسي…
هناك كثير من الوقت نهدره سدى…
انه عمر لا يتكرر…
من منا يستطيع ان يرجع عقارب الحياة الى الوراء؟
إنّ عقارب الساعة وحدها توهمنا بأنّنا ربحنا من عمرنا بضع ساعات، فتعود وتأخذها منا في فصل ما أو بلاد ما أو زمن ما…
لكلّ، في الحياة، قصةٌ مبنيّة على تراكمات من خبرات ومصادفات، منها الحلو ومنها المرّ وفي كليهما عمرنا يصغر ونحن نكبر…
الأهم ان نتقدم ليس فقط في السنوات لكن في بناء نفوسنا للأفضل ما يعكس ايجابًا على محيطنا وعلى من حولنا…
فلا احد يملك الحق بسرق أفراحنا وسعادتنا وراحتنا…
في ظرف ما أو زمن ما نكون نحن الذين أخطأنا بحق نفوسنا في تأجيل قرار أو موقف أو مبادرة كي ننطلق إلى الحياة بشاكلة أفضل…
لا يحق لنا تأجيل فرحنا أو راحة بالنا لكي نكون في المكان المناسب الذي يناسب طاقتنا وخبراتنا ومعرفتنا وقدراتنا والأهم من يستحقّ أن نكون وإيّاه، وهذا يطابق كل تفاصيل حياتنا وزواياها…
والأهم أن نتذكر دائمًا أننا ولدنا أحرارًا ولنا الحريّة في إختيار الأفضل عندما نكون على قدر الإستحقاق ولا نخضع ونتنازل لكي نكون على شاكلة ما يطلبه الآخرون وليس على ما يجب أن نكون عليه…
إنه عمر ولا يتكرر، فكل حياة هي متميزة بفرادتها ولا يمكن ان تكون وتتكرر في تفاصيلها في أي زمان أو مكان…
فلتكن أعمالنا وقراراتنا وأفعالنا على قدر هذا العمر الفريد في كل أشكاله وظروفه….
عمرنا هو الأثمن من واردات الحياة كلّها ومن كلّ موقع ورتبة…
عمرنا لا يتكرر لكن كل الأشياء تتكرر وتكون…
فلنحط حياتنا بمن هم ممتلؤون من المحبة والفرح ولنبتعد عن كل طاقة سلبية تصدر عن المتزلفين أو الساخرين…
عمر لا يتكرر…الندم لا ينفع… الرجوع في الزمن لا يتحقق…
كل ما نملك هو اللحظة التي تمرّ أمامنا واللحظات الآتية المنتظرة فلا يحق لنا إلا أن نكون على قدرها وإلاّ فلن نكون…