2024/12/21 14:18

فقدتُ احبائي وخسرت نفسي – بقلم ايلي مطر

وقفتُ في يومٍ من الايام امام عدوّي، ونظرتُ في عينيه. كان الغموض مسيطراً على نظراته والغضب ظاهر على ملامحي. ساد الصمت في الغرفة، شعرتُ بقشعريرة، ادرت ظهري وهربت. لم استطع المواجهة.

بقي يلاحقني اينما ذهبت، وحتى في لحظات فرحي كان يظهر ليقتل نصف الابتسامة التي بدأت ترتسم على وجهي. واذا لمع في داخلي بصيص امل، اراه آتٍ كريحٍ عاتية ليطفئ نور شمعة خجول كان يطمح بتغيير العالم.

كنت اراه يبتسم عندما تنهار دموعي على وجهي، وكنت اسمع صوت غنائه عندما كانت اشباح الماضي تحرمني من النوم. هل سأرى النور يوماً ما في نهاية هذا النفق المظلم؟

خسرت الكثير في هذه السنوات التي مرّت. كنت اسير في هذا النفق ومع كل خطوة كنت اخسر قطعة من ذاتي. الوقت كان يعاكسني ايضاً وخطف منّي من كانوا الاعز على قلبي.

 

اليوم حان وقت المواجهة الاخيرة، وقفت من جديد امام عدوّي، ولكن هذه المرّة لم انظر في عينيه لأنني فقدت جميع حواسّي. لم اخف، لانني فقدتُ احبائي وخسرت نفسي، فلم يعد لدي شيء لاخسره. سمعت صوتاً في داخلي يطلق صرخة فقدان الامل، صرخة نابعة من روح تعبت من المواجهة.

جمعت ما تبقى لي من قوة في جسدي وانهرتُ عليه باللّكمات. وعندما نفذت طاقتي، رأيت مرآتي محطمة والزجاج مغروز في يداي.

ابتسمت ابتسامة محارب عاد الى منزله منتصراً بعد حربٍ دموية. وفي هذه اللحظة عرفت ان على الانسان ان يخسر كل ما يملك حتى نفسه، ليتغلب على ماضيه. عليه ان يحفر بيديه العاريتين النفق الذي يؤدي الى الحريّة.

كاتب هذا المقال

إيلي مطر: يدرس حاليا الطب في جامعة الروح القدس الكسليك، السنة الخامسة. حصّل علومه الثانوية في مدرسة القلب الأقدسين سيوفي عام 2015. تعهد بمساعدة المهمشين من المجتمع!

عن كاتب ضيف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتصل بنا
close slider