يعتبر الظالم نفسه انّه القويّ في مكانه وفي زمانه، فما هو إِلَّا الضعيف في مكانه وفي كل زمان…
ولو مشى الآلاف في ركابه فهو الخاسر والمنكسر، فلن يفلت من ضربات الزمان العادلة الذي سيتحوّل معها إلى شقاءٍ ويظهر على شاكلته الحقيقيّة “الصغر”…
وكم هو قبيح عندما يلبس ثوب الحمل أو الأمل ويتنظر كالثعلب ينتظر حتى تسنح فرصته ويفعل فعلته الخاسرة في نهاية المطاف…
ما أقبحه هذا الظالم الممتلئ خوفًا ورهبةً، قمعًا وكبتًا، مرارةً وظلامًا…
ليس كل من أوكلت له السلطة هو على قدرها كي لا تتحول معه الى تسلط…
سيأتي اليوم حين ستصرخ الحقيقة في وجهه ويكون مصيره التعاسة…
الله يمهل ولا يهمل، ولا ظالم إلاّ سيبلى بالأظلم…
هو مدعاة شفقة، ثمّ شفقة، وشفقة، فهو سجين قباحة أعماله ونحن ولدنا ونبقى أحرارا ولنا الحياة وحدودنا السماء…